Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

التحريف في الكتب المقدسة بقلم خليفة عدالات....

7 Mai 2016 , Rédigé par intelligentsia.tn Publié dans #religion

اشكالية التحريف في الكتاب المقدس:

مفهوم تحريف الكتب المقدسة :

نعني بتحريف الكتب المقدسة كل تبديل أو تغيير يطرأ على النصوص الأصلية الموحى بها من السماء والتي جاء بها الأنبياء وبلغوها لأتباعهم وأنصارهم سواء منهم المباشرين أو غير المباشرين ، لا فرق في ذلك بين أن يكون هذا التبديل بالحذف أو بالزيادة ، بالتقديم أو بالتأخير، بل يمكن القول بأن التغيير في شكل وإعراب أي كلمة من الكلام الموحى به يعد تحريفا لهذه الكتب. والحديث عن التحريف لا يمكن أن يوجه للانبياء والرسل لأن المنطق يقول بأنه لولا عصمتهم واستحالة تحريفهم للوحي المنزل عليهم لما اختارهم الله ليكونوا واسطة بينه وبين عباده، ولو نزل عليهم الإله وحيه وهو يعلم أنهم سيحرفونه لا محالة، لكان فعله ذلك ضربا من العبث...لذلك فإنه من المسلمات عند المتدينين عموما اعتقادهم بعصمة المصدر أي الاله الموحي، وعصمة الواسطة بين الإله ورسله وهو في عقيدة المسلمين الملك جبريل، وكذلك عصمة الأنبياء جميعا فيما يبلغون عن الله من عقائد وشرائع (أي في المسائل الدينية دون المسائل الدنيوية) وذلك للمبرر الذي ذكرناه سابقا. إذن حين تطرح مسألة تحريف الكتب المقدسة فإن الاتهام يوجه مباشرة إلى البشر والناس العاديين الذين تفاعلوا مع الوحي المبلغ إليهم سواء الذين عاصروا الأنبياء وعايشوهم مباشرة أو الذين آلت إليهم تلك الكتب بعد وفاة الأنبياء ورحيلهم.

وحين يقول المسلمون بأن القرآن لم يحرف بخلاف الكتب المقدسة السابقة، فإنهم في الحقيقة لا يدعون عصمة لأنفسهم ولا عبقرية ولا أنهم أرجح عقلا أو أكثر أمانة من غيرهم بل هم ينقلون ذلك عن كتابهم الذي تكررت فيه الآيات المؤكدة لعصمة هذا الكتاب واستحالة تعرضه للتحريف، وهذه الآيات ترجع عصمة كتاب القرآن لإرادة إلهية وليس لرغبة أو قدرة بشرية تميز بها العرب عن غيرهم، وإنما أراد الله ذلك وقدره، لأن القرآن آخر وحي يتنزل من السماء، وهو عام لكل البشر، وهو الرسالة الكاملة الشاملة، فلو حرّف لما كانت هناك أي إمكانية لتصحيحه، ولانحرف الناس تبعا لذلك عبر العصور والأزمان...أما الكتب السماوية السابقة فقد كانت خاصة بأقوام محددة، ولظرفيات زمنية محدودة، وهي في نظر البعض ممهدات للرسالة الخاتمة، وتعرضها للتحريف ربما فيه إعداد للبشرية لكي يسهل عليها التخلي عن كتبها المقدسة القديمة، وتبني الرسالة الخاتمة التي نسخ الله بها رسالاته السابقة والتي أرادها أن تكون عامة وموحدة لكل البشر ومؤسسة لمرحلة جديدة يطلق عليها البعض اليوم اسم "العالمية" أو "الكونية"، ونلاحظ هنا بأن النسخ موجود في القرآن نفسه، فالمسألة الواحدة تتنزل فيها الأحكام المختلفة وهذا لا يعد تناقضا وإنما مراعاة لتغير الواقع، وهذه الآيات لا تتنزل في نفس الوقت بل تتنزل تباعا أي في أوقات متتالية مراعاة للظروف النفسية للمخاطبين وكذلك لظروفهم الاجتماعية والمادية، وتيسيرا لعملية التغيير الشامل والعميق التي كان الوحي يهدف لانجازها في الواقع، وأبرز مثال يذكر عند الحديث عن "النسخ" هو مثال تحريم الخمرة، حيث تم ذلك على ثلاثة مراحل، لا ضرورة لذكرها في هذا السياق تجنبا للإطالة.

نعود الآن لإبراز بعض مظاهر التحريف في الكتاب المقدس بجزئيه القديم وهو التوراة المنزل على موسى والجديد ونعني به الإنجيل المنزل على عيسى، وسنستند في ذلك إلى النص القرآني من جهة وإلى الكتاب المقدس نفسه من جهة ثانية.

بعض مظاهر تحريف الكتاب المقدس استنادا الى النص القرآني.

تحدث القرآن صراحة عن تحريف اليهود والنصارى لكتبهم فقال:" فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلا « .البقرة79

ومن ذلك : قول الله سبحانه وتعالى : ( أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) البقرة/75. وقول الله عز وجل : ( يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ) المائدة/13.

. وكأمثلة على ذلك:

* بشارة عيسى بنبوة محمد ذكرت في القرآن ولكن لا نجد لها حضورا في الإنجيل، ولو وجدت هذه البشارة في الكتاب المقدس لما وجدنا جمعا كبيرا من المسيحيين واليهود يكذبون بنبوة محمد.

* حديث الكتاب المقدس عن كون الله قد خلق السماوات والارض في ستة أيام "فاستراح في اليوم السابع من جميع عمله" سفر التكوين 2:2 . وجاء في القرآن رد على هذا الادعاء وذلك في اللآية 38 من سورة الذاريات:"وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ ." أي ما لحقنا من تعب.

* ذكر الكتاب المقدس ايضا أن عيسى ابن الله كما في انجيل لوقا 3: 22 " ونزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة وكان صوت في السماء قائلا أنت ابني الحبيب بك سررت." ومعروف لدى المسيحيين ايمانهم بالثالوث المقدس المتكون من :" الآب ، الابن وروح القدس" ولكن لما جاء القرآن نفى عن الاله صفة الأبوة والبنوة وهذا معروف في سورة الاخلاص.

* مظاهر انحراف الكتاب المقدس من خلال الكتاب المقدس نفسه

(1 إختلافات نسخ الكتاب المقدس

سنعرض فيما يلي جدولا يتضمن مقارنة بين نسخة للكتاب المقدس للكنيسة البروتستانتية ( الانجيلية ) ونسخة أخرى مختلفة للكنيسة الكاثوليكة، لتبين التفاوت بين النسختين في عدد الأسفار والفقرات.... :

أولاً : العهد القديم :

نسخة الكنيسة الكاثوليكية

المطبعة الكاثوليكية

نسخة الكنيسة البروتستانتية ( الانجيلية)

سفر طوبيــا

غير موجود

سفر يهوديت

غير موجود

(الاصحاح 1 الفقرة 1) سفـر أستير :

_ حلم مردخاي [ 1 : 1 ]

_ تفسير حلم مردخاي [ 10 : 3 ]

_ رسالتين لأحشورش :

[ 3 : 13] ، [ 8 : 12 ]

_ صلاة مردخاي [ 4 : 17 ]

_ صلاة أستير [ 4 : 17 ]

_ رواية دخول استير على الملك

[ 5 : 1 ] ، [ 5 : 2 ]

وغيرها من روايات لاوجود لها في نسخة البروتستانت

موجود :

إلا ان هذه الروايات لا وجود لها في النسخة الإنجيلية وهي روايات قانونية كما جاء في النسخة الكاثوليكية .

بالعودة الى سفر أستير النسخة البروتستانتية وجدت أنه يضم فقط 16 اصحاحا فقط غياب الاصحاح عدد17

سفر المكابيين الأول

غير موجود

سفر المكابيين الثاني

غير موجود

سفر الحكمة

غير موجود

سفر يشوع بن سيراخ

غير موجود

سفر باروك

غير موجود

سفـر دانيال :

_ الاصحاح الثالث عشر

_ الاصحاح الرابع عشر

_انشيد عزريا في أتـون النار [3 : 24 ]

_ نشيد الفتيـان الثلاثة [ 3 : 51 ]

موجود :

إلا أن الاصحاح الثالث عشر والرابع عشر ونشيد عزريا والفتيان الثلاثة لا وجود لهم في النسخة الإنجيلية .

ثانياً : العهد الجديد :

الانجيل المنسوب إلي متى :

رقم الفقرة

النسخة البروتستانتية ( الإنجيلية )

النسخة الكاثوليكية

6 : 13

لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ وَالْقُوَّةَ وَالْمَجْدَ إِلَى الأَبَدِ. آمِين.

غير موجودة -

18 : 11

فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يُخَلِّصَ الْهَالِكِينَ.

غير موجودة -

23 : 14

الْوَيْلُ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! فَإِنَّكُمْ تَلْتَهِمُونَ بُيُوتَ الأَرَامِلِ وَتَتَذَرَّعُونَ بِإِطَالَةِ صَلَوَاتِكُمْ. لِذَلِكَ سَتَنْزِلُ بِكُمْ دَيْنُونَةٌ أَقْسَى!

غير موجودة -

27 : 35

لكي يتم ما قيل بالنبي اقتسموا ثيابي بينهم وعلى لباسي ألقوا قرعة _ انظر الكتاب المقدس ترجمة : ترجمة فانديك

غير موجودة -

الإنجيل المنسوب إلي مرقس :

رقم الفقرة

النسخة البروتستانتية ( الإنجيلية )

النسخة الكاثوليكية

7 : 16

مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ ، فَلْيَسْمَعْ.

غير موجودة

9 : 44

حَيْثُ دُودُهُمْ لاَ يَمُوتُ ، وَالنَّارُ لاَ تُطْفَأُ

غير موجودة

9 : 46

حَيْثُ دُودُهُمْ لاَ يَمُوتُ ، وَالنَّارُ لاَ تُطْفَأُ

غير موجودة

15 : 28

فَتَمَّتِ الآيَةُ الْقَائِلَةُ : وأحْصِيَ مَعَ الْمُجْرِمِين .

غير موجودة

11 : 26

وَلكِنْ، إِنْ لَمْ تَغْفِرُوا، لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ زَلاَتِكُمْ».

غير موجودة

الإنجيل المنسوب إلي لوقا :

الفقرة

النسخة البروتستانتية ( الإنجيلية )

النسخة الكاثوليكية

1 : 28

مُبَارَكَةٌ أَنْتِ بَيْنَ النِّسَاءِ

غير موجودة.

8 : 45

وَقَالَ يَسُوعُ: «مَنْ لَمَسَنِي؟» فَلَمَّا أَنْكَرَ الْجَمِيعُ ذَلِكَ، قَالَ بُطْرُسُ وَرِفَاقُهُ : يَا سَيِّدُ، الْجُمُوعُ يُضَيِّقُونَ عَلَيْكَ وَيَزْحَمُونَكَ، وَتَسْأَلُ: مَنْ لَمَسَنِي؟

غير موجودة

9 : 55

فَالْتَفَتَ إِلَيْهِمَا وَوَبَّخَهُمَا قَائِلاً: لاَ تَعْلَمَانِ مَنْ أَيِّ رُوحٍ أَنْتُمَا

غير موجودة -

9 : 56

لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ أَتَى لاَ لِيُهْلِكَ نُفُوسَ الَّنَاسِ، بَلْ لِيُخَلِّصَهَا

غير موجودة

11 : 11

فَأَيُّ أَبٍ مِنْكُمْ يَطْلُبُ مِنْهُ ابْنُهُ خُبْزاً فَيُعْطِيهِ حَجَراً ؟

غير موجوده

17 : 36

وَيَكُونُ اثْنَانِ فِي الْحَقْلِ، فَيُؤْخَذُ الْوَاحِدُ وَيُتْرَكُ الآخَرُ

غير موجودة -

23 : 17

وَكَانَ عَلَيْهِ أَنْ يُطْلِقَ لَهُمْ فِي كُلِّ عِيدٍ سَجِيناً وَاحِداً.

غير موجودة -

24 : 42

فناولوه جزءاً من سمك مشوي وشيئاً من شهد عسل

انظر الكتاب المقدس : ترجمة الفانديك

غير موجودة -

سفر أعمال الرسل :

الفقرة

النسخة البروتستانتية ( الإنجيلية )

النسخة الكاثوليكية

8 : 37

فَأَجَابَهُ فِيلِبُّسُ: «هَذَا جَائِزٌ إِنْ كُنْتَ تُؤْمِنُ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ . فَقَالَ الْخَصِيُّ : إِنِّي أُومِنُ بِأَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ ابْنُ اللهِ

غير موجودة -

9 : 5

فَسَأَلَ: «مَنْ أَنْتَ يَاسَيِّدُ؟» فَجَاءَهُ الْجَوَابُ: «أَنَا يَسُوعُ الَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ ، صَعْبٌ عَلَيْكَ أَنْ تَرْفُسَ الْمَنَاخِسَ

غير موجودة -

9 : 6

فَقَالَ وَهُوَ مُرْتَعِدٌ وَمُتَحَيِّرٌ؛ «يَارَبُّ مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ؟

غير موجودة -

15 : 34

وَلَكِنَّ سِيلاَ اسْتَحْسَنَ الْبَقَاءَ فِي أَنْطَاكِيَةَ، فَعَادَ يَهُوذَا وَحْدَهُ

غير موجودة -

24 : 6 ، 7

فَلَمَّا حَاوَلَ تَدْنِيسَ هَيْكَلِنَا أَيْضاً، قَبَضْنَا عَلَيْهِ وَأَرَدْنَا أَنْ نُحَاكِمَهُ بِحَسَبِ شَرِيعَتِنَا. وَلَكِنَّ الْقَائِدَ لِيسِياسَ جَاءَ وَأَخَذَهُ بِالْقُوَّةِ مِنْ أَيْدِينَا، 8ثُمَّ أَمَرَ الْمُدَّعِينَ عَلَيْهِ بِالتَّرَافُعِ أَمَامَكَ

غير موجودة -


مغالطة يرددها المسيحيون :

يردد النصارى دائماً أن الكتاب المقدس كان قد انتشر بملايين النسخ وبلغات العالم المعروف آنذاك . فكيف سيتم التحريف لكتاب منتشر بين الشعوب وبلغاتها المتعددة وهي متفقة ومتشابهه على الرغم من كثرتها فلو حرفت ألفاظ النسخ لظهر ذلك في بعض النسخ؟

الجواب :

ان تشابه النسخ وتطابقها على الرغم من كثرتها هو أمر غير مسلم به لوجود الاختلاف في تلك النسخ من ناحية واختلافها في عدد الاسفار من ناحية أخرى. .

وكما أثبتنـا أن نسخة الكاثوليك تختلف عن نسخة البروتستانت في عدد الاسفار حيث تزيد النسخة الكاثوليكية على النسخة البروتستانتية بسبعة أسفار وأكثر . . . ويطلق على هذه الاسفار السبعة الزائدة أسم ( الأبوكريفا.

مع العلم بأن هذه الاسفار السبعة هي من ضمن الترجمة السبعينية واللاتينية و قد اكتسبت قانونيتها وصارت مسلمة بين جمهور المسيحيين بعد انعقاد مجمع ( قرطاج Carthage ) سنة 397 م وبقيت هكذا إلي مدة 1200 عام. .

ولا ننسى أن مجمع ترنت[1] في القرن الخامس عشر قد صادق عليها إلي أن ظهرت فرقة البروتستانت في اوائل القرن السادس عشر وأنكرت قانونية هذه الاسفار وحذفتها من الكتاب المقدس. وبالتالي يحق لنا أن نتساءل: أليس خذف هذه الاسفار من قبل البروتستانت واثباتها في الكتاب المقدس من قبل الكاثوليك دليلا قاطعا على تحريف الكتاب المقدس، لا فرق في ذلك في نظرنا بين أن يكون تحريف زيادة أو تحريف نقصان.

وكمثال معاكس نذكر ما يليL (زيادة من جهة البروتستانت غير معترف بها من قبل الكاتوليك.))

لقد تبين أن الفقرة السابعة من الاصحاح الخامس من رسالة يوحنا الأولى والتي جاء فيها : (( فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة ، الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد))

لقد تبين أن هذه الفقرة موجودة في النسخة البروتستانتية وليست موجودة في الأصول اليونانية المعول عليها. فهي فقرة دخيلة على المتن ، وبالفعل لقد تم حذف هذه الفقرة المزيفة من الترجمة الرهبانية اليسوعية المطبوعة سنة 1986 ، ومن التراجم الكاثوليكية العربية الحديثة وتم حذفها من الترجمة الفرنسية المسكونية[2] ومن ترجمة ( لوي سيجو ) الفرنسية وتم حذفها من جميع الترجمات الغربية الحديثة كالترجمة القياسية الانجليزية . . . إلخ

إلا ان البروتستانت ما زالوا يطبعون هذه الفقرة ضمن الترجمة العربية للكتاب المقدس وكأن لا شيء في الأمر ولكنه في الحقيقة يثير شكوكا قوية حول عصمة هذا الكتاب المقدس.

لا يستطيع أي مسيحي أن ينكر أن هناك مراجعات مستمرة للكتاب المقدس ونسخة الملك جيمس من الكتاب المقدس والتي تعد في نظرهم أنقى النسخ وأحسنها وجدوا فيها الكثير من الفقرات الزائدة والاخطاء ولقد كانت نتيجة ذلك : إصدار الترجمة الانجليزية المراجعة في الاعوام 1881 _ 1885 ، ونظيرتها الترجمة القياسية الأمريكية في عام 1901 .

واستمرت عملية تنقيح التراجم ومراجعتها إلي أن صدرت الترجمة القياسية المراجعة للكتاب المقدس بعهديه _ القديم والجديد _ في عام 1952 .

هذه المراجعات _ ومايتبعها من الحذف والاضافة _ تثير تساؤلاً حتمياً لدى كل قارىء ليس باستطاعة المسيحي الإجابة عنه وهو :

إذا كان الكتاب المقدس وحياً إلـهياً من السماء أنزله الرب سبحانه وتعالى فكيف يسمحون لأنفسهم بالحذف منه والإضافة فيه ومراجعة فقراته بين فترة وأخرى واعادة النظر فيه ؟!!.

يمكن القول أيضا أنه من الأمور المعترف بها عند اليهود و النصارى هي ضياع المخطوطات الأصلية التي صدرت على يد المؤلف الاصلي فلا توجد نسخة واحدة الآن مكتوبة بالنص الأصلي والنسخ الموجودة الآن ما هي إلا ترجمات منسوبة لأصحابها فالأناجيل على تعددها لا نجد واحدا منها منسوبا الى المسيح بل هي منسوبة إلى بعض أتباع المسيح المباشرين وغير المباشرين، مثل يوحنا أو بولس أو متى أو أشعيا أو مرقس....وهكذا فهم يصرحون في سياقات متعددة بأن ما يقولونه لا يعدو أن يكون آراء شخصية مثل ما جاء على لسان بولس: " أقول لهم أنا لا الرب" في الرسالة الأوللى لأهل كورنثوس وقال في زواج الأرملة:" وإن مات رجلها فهي حرة لكي تتزوج بمن تريد...ثم يقول " ولكنها أكثر غبطة ان لبثت هكذا بحسب رأيي."

هل توجد توراة واحدة؟ وإذا كانت متعددة أي واحدة منها كلمة الله ؟

ان اليهود والنصارى بين أيديهم ثلاث نسخ مشهورة من التوراة ، وهي التي تتفرع عنها جميع النسخ والترجمات الأخرى وهي :

1 _ النسخة العبرية : وهي المقبولة والمعتبرة لدى اليهود وجمهور علماء البروتستانت وهي مأخوذة من النسخة الماسورية وما ترجم عنها .

2 _ النسخة اليونانية : وهي المعتبرة عند النصارى الكاثوليك ، والارثوذكس وهي التي تسمى السبعينية وما ترجم عنها .

3 _ النسخة السامرية : وهي المعتبرة والمقبولة لدى السامريين من اليهود .

وإذا عقدنا مقارنة بين النسخ الثلاث ، وجدنا بينها تبايناً شديداً فيه دلالة واضحة على التحريف ، ومن الامثلة على ذلك :


أولاً : الاختلاف في عدد الأسفار :

بين النسخ الثلاث اختلاف كبير في عدد الأسفار وذلك أن النسخة العبرية عدد أسفارها تسعة وثلاثين سفراً وما عدا ذلك لا يعتبرونه مقدساً .

أما النسخة اليونانية : فهي تزيد سبعة أسفار عن النسخة العبرية ويعتبرها الكاثوليك والارثوذكس قانونية ومقدسة . أما النسخة السامرية : فلا تضم إلا أسفار موسى الخمسة فقط وقد يضمون إليها سفر يوشع فقط وما عداه فلا يعترفون به ولا يعدونه مقدساً .

فهذا الاختلاف الهائل بين النسخ لكتاب واحد والكل يزعم أنه موحى به من عند الله ، ويدعى أن كتابه هو الكتاب الحق وما عداه باطل ، ففي ذلك دليل على التحريف من قبل المتقدمين ، وأن المتأخرين استلموا ما وصل إليهم بدون نظر في ثبوته أو عدم ثبوته ، أو أن المتأخرين وصلتهم كتب عديدة ومتنوعة فأدخلوا ما رأوا أنه مناسب وذو دلالات مهمة ، وحذفوا ما رأوا عدم تناسبه مع ما يعتقدون ، أو يرون ، بدون أن يكون لهم دليل صحيح على إضافة ما أضافوا من الاسفار أو حذف ما حذفوا منها .


ثانياً : الاختلاف والتباين بين النسخ في المعلومات المدونة :

إذا قارنا بين النسخ الثلاث فيما اتفقت في ذكره من أخبار وقصص نجد بينها اختلافاً كبيراً ومن الأمثلة على ذلك :

- 1- أن اليهود ذكروا تاريخ مواليد بني آدم إلي نوح عليه السلام ، ونصوا على عمر كل واحد منهم ، وكذلك عمره حين ولد له أول مولود ، وبعقد مقارنة بين ما ورد في النسخ الثلاث في أعمار من ذكروا حين ولد لهم أول مولود تتبين اختلافات واضحة ، فمن ذلك :

النسخة العبرانية

النسخة السامرية

النسخة اليونانية

الاسم

130

130

230

آدم

105

105

205

شيث

90

90

190

آنوش

70

70

170

قينان

162

62

262

يارد

187

67

187

متوشالح

182

53

188

لامك

1656

1307

2262

الزمان من خلق آدم إلي الطوفان

فهذه أمثلة تدل على تحريفهم وتبديلهم لكلام الله _ إن ثبت أن ما سبق هو من كلام الله المنزل _ حيث لا يمكن الجمع بين هذه الروايات المتناقضة .


-2 - اختلاف المدة من الطوفان إلى ولادة إبراهيم عليه السلام:

- فى العبرية 292 سنة.
- فى اليونانية 1072 سنة.
- فى السامرية 942 سنة.


- 3- اختلاف المدة من خلق آدم إلى ميلاد عيسى عليه السلام:

- فى العبرية 4004 سنة.
- فى اليونانية 5872 سنة.
- فى السامرية 4700 سنة.


-4- اسم الجبل الذى أوصى موسى ببناء الهيكل عليه:

- فى العبرية: جبل عيبال وهو جبل للعن وهو أجرد يابس.
- فى السامرية: جبل جرزيم وهو جبل مناسب للبركة لكثرة مياهه.
- فى اليونانية: جبل عيبال هو جبل البركة ، وبنى عليه مذبح للرب (تثنية 26: 11(


- 5- الوصايا العشر:

- فى العبرية واليونانية: عشر وصايا.
- فى السامرية: احدى عشر.


6- - أعداد بنى إسرائيل وأولاده عند دخولهم مصر:

- فى السامرية: 75
- فى اليونانية: 70


-7- يوم القيامة:

- فى العبرية واليونانية لا يوجد ذكر لها.
- وفى السامرية صرَّحَ بها موسى عليه السلام.


ثالثاً : الاختلاف مع ما ذكروه في مواضع أخرى من كتابهم :

ذكر كاتب سفر التكوين أن سفينة نوح استقرت بعد الطوفان على جبال أراراط بعد سبعة أشهر وسبعة عشر يوماً ، ثم ذكر أن رؤوس الجبال بعد الطوفان لم تظهر إلا في أول الشهر العاشر .

وهذا نص سفر التكوين : (( واستقر الفلك في الشهر السابع في اليوم السابع عشر من الشهر على جبال أراراط وكانت المياه تنقص نقصاً متوالياً إلي الشهر العاشر وفي العاشر في أول الشهر ظهرت رؤوس الجبال )) [ تكوين 8 : 4 ]

ففي هذا تناقض ظاهر فكيف رست السفينة على الجبال بعد سبعة أشهر مع أن رؤوس الجبال لم تظهر إلا في أول الشهر العاشر ؟!

وطبقاً للموسوعة البريطانية فإن النص السامري يختلف عن النص اليوناني في الأسفار الخمسة بما يزيد على أربعة آلاف اختلاف ، ويختلف عن النص العبري القياسي بما يربو على ستة آلاف اختلاف .وسنذكر بعض هذه الاختلافات للتمثيل:

1 - - مما زادت به السامرية وهو غير موجود في العبرية : (( كانت كل أيام سام ستمائة سنة ومات (( ) التكوين 11:11 (

-2 - وأيضاً جاء في العبرانية : (( وقال قابيل لهابيل أخيه ، ولما صارا في الحقل قام قابيل ( التكوين 4:8 ) ولم يذكر فيه مقال قابيل، وقد جاء النقص تاماً في السامرية، وفيه : (( قال نخرج إلى الحقل ( .

3 - - ومما زادت به العبرانية عن السامرية الآيات العشر الأول في الاصحاح الثلاثين من سفر الخروج ، وقد بدأ الاصحاح الثلاثون في السامرية بالفقرة 11 .

-4 - من زيادات السامرية على العبرانية ما وقع بين الفقرتين 10 - 11 من ( العدد 10 ) وفيه: (( قال الرب مخاطباً موسى : أنكم جلستم في هذا الجبل كثيراً ، فارجعوا ، وهلموا إلى جبل الأمورانيين وما يليه إلى العرباء ، وإلى أماكن الطور والأسفل قبالة التيمن وإلى شط البحر أرض الكنعانيين ولبنان وإلى النهر الأكبر نهر الفرات ، هوذا أعطيتكم فادخلوا ، ورثوا الأرض التي حلف الرب لآبائكم إبراهيم وإسحاق ويعقوب أنه سيعطيكم إياها ، ولخلفكم من بعدكم ) ( العدد 10 :10 ( .

5 - - ومثله ما وقع في) الخروج 11)( بين الفقرتين 3 - 4 ، ولا توجد في العبرانية وفيه : (( وقال موسى لفرعون : الرب يقول : إسرائيل ابني ، بل بكري ، فقلت لك : أطلق ابني ليعبدني ، وأنت أبيت أن تطلقه ، ها أنا سأقتل ابنك بكرك ( الخروج 11:7 ) وفي العبرانية مثله في ( 9 :1 - 3 ) .

-6 - ومنه الخلاف المشهور بين السامريين والعبريين في الجبل المقدس الذي أمر الله ببناء الهيكل فيه ، فالعبرانيون يقولون : جبل عيبال ، لقوله : (( تقيمون هذه الحجارة التي أنا أوصيكم بها اليوم في جبل عيبال )) ( التثنية 27:4 ) ، وفي السامرية أن الجبل جرزيم : (( تقيمون الحجارة هذه التي أنا موصيكم اليوم في جبل جرزيم((

وتقول دائرة المعارف الكتابية (كلمة أبوكريفا): أن هناك رسالة مفقودة إلى الكورنثيين: ففي (1كو 5: 9) يذكر الرسول رسالة إلى الكورنثيين يبدو أنها قد فقدت.

وفي القرن الخامس أدمجت بعد الرسالة الثانية لكورنثوس رسالة قصيرة من الكورنثيين إلى بولس وأخرى من بولس إلى الكورنثيين، وهما موجودتان في السريانية، ويبدو أنهما كانتا مقبولتين في دوائر كثيرة في نهاية القرن الرابع، وهما تكونان جزءً من أعمال بولس الأبوكريفية، ويرجع تاريخ كتابتهما إلى حوالي 200 ميلادي.

-2- اعتراف الكتاب المقدس بتضمنه للتحريف:

ذَكَرَ الكتاب المقدس التحريف الذى وقع لكلمة الله :

1) ) كَيْفَ تَدَّعُونَ أَنَّكُمْ حُكَمَاءُ وَلَدَيْكُمْ شَرِيعَةَ الرَّبِّ بَيْنَمَا حَوَّلَهَا قَلَمُ الْكَتَبَةِ المُخَادِعُ إِلَى أُكْذُوبَةٍ؟) إرمياء 8: 8

2( وهذا كلام الله الذى يقدسه نبى الله داود ويفتخر به ، يحرفه غير المؤمنين ، ويطلبون قتله لأنه يعارضهم ويمنعهم ، ولا يبالى إن قتلوه من أجل الحق ، فهو متوكل على الله »: (4اَللهُ أَفْتَخِرُ بِكَلاَمِهِ. عَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُهُ بِي الْبَشَرُ! 5الْيَوْمَ كُلَّهُ يُحَرِّفُونَ كَلاَمِي..) مزمور 56: 4 –5


هل يعني هذا ان المسلمين لم يحرفوا كتابهم القرآن؟
اذا كان اليهود والنصارى قد حرفوا كتابهم تحريفا نصيا أي يتعلق بأصل النص المقدس فان قسما كبيرا من المسلمين قد حرف أو لنقل انحرف عن القرآن من جهة الفهم، ويندرج في هذا النوع من التحريف كل تأويل أو تفسير للنص فيه تحميل للآيات أكثر مما تحتمل لذلك فان المسلمين يميزون بين نوعين من التأويل:

* تأويل جائز ومقبول: وهو كل تأويل لا يحمّل النص أكثر مما يحتمل وتتوفر له شروطه ومبرراته.

ب- تأويل فاسد: وهو كل تأويل يفتقر لتلك الشروط والمبررات أو لبعضها. وقد عرف الشيعة خاصة بهذا النوع من التأويل.

أمثلة لبعض التأويلات الفاسدة للشيعة:

تأويلهم للآية التالية من القرآن:" كمثل الشيطان إذ قال لصاحبه اكفر" بأن المقصود بالشيطان هو عمر بن الخطاب، وأن المقصود ب "صاحبه" هو ابو بكر الصديق، وقال له "اكفر" حين دعاه لتولي الخلافة بعد وفاة الرسول محمد (ص) يوم اجتماع السقيفة (سقيفة بني ساعدة) ويترتب عن هذا اعتقاد الشيعة بأن كلا من عمر وأبي بكر كافران، وتوسعوا في هذا التكفير ليشمل كل الصحابة ما عدا عليا بن أبي طالب وآل البيت.

([1]ويعرف أيضًا باسم المجمع التريندي. عقد في مدينة تورنتو في إيطاليا، وتعتبره الكنيسة الكاثوليكية المجمع المسكوني التاسع عشر. عقد بين 13 ديسمبر 1545 و 4 ديسمبر 1563 على ثلاث دورات

[2] ) فها هو المجمع المسكوني للفاتيكان الثاني (1962-1965م) يصف أسفار العهد القديم بالنقصان وباحتوائها على أمور باطلة وذلك في قوله عنها: "إن هذه الكتب رغم ما تحتويه من الناقص ومن الباطل (أو القديم) إلا أنها تحمل شهادات تربية إلهية". البند (15) في الفصل الرابع من دستور المجمع المسكوني للفاتيكان الثاني (الوحي الإلهي).



رابط الموضوع: http://www.alukah.net/sharia/0/21209/#ixzz47ujRUoEE

Partager cet article
Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article