Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

الاتحاد المغاربي: الرهانات والمعوقات...

7 Mai 2016 , Rédigé par intelligentsia.tn Publié dans #divers

: الاتحاد المغاربي: الرهانات والمعوقات

.بقلم د. خليفة عدالات، تونس. 

:تقديم عام

عالم اليوم هو عالم التكتلات الكبرى بامتياز، وقد اختارت العديد من الدول خلال القرنين الاخيرين ان تسير في هذا الاتجاه باعتباره السبيل الامثل بالنسبة لها لتلبية جملة من الضرورات والاحتياجات والانتظارات فرضها واقع هذه الدول وما كانت تواجهه من تحديات داخلية وخارجية، أمنية أحيانا واقتصادية احيانا أخرى. ولعل اطلالة سريعة على الحيثيات التي حفت بنشأة الاتحاد الاوربي والتطورات التي عرفها هذا التكتل وحجم ما تحقق لأعضائه من مكاسب وانجازات تغنينا عن كل تفصيل. فقد بات هذا الاتحاد القوة الاقتصادية الثانية التي تنافس الولايات المتحدة الامريكية، وصارت لليورو تبعا لذلك قيمة أو لنقل قوة تبادلية كبيرة في سوق المال العالمية وقدرة على منافسة "الدولار" الامريكي. كذلك فإن المنطق والتجربة تؤكدان بأن الوحدة تولد غالبا القوة، بخلاف التفرق والتشتت فإنه مؤذن بالضعف والانهيار والتخلف، لذلك فإن اتجاه الدول المغاربية في لحظة من تاريخها نحو التوحد والتكتل يعد قرارا رشيدا وله مبرراته القوية، ولكن وبعد ما يزيد عن عن الخمسة عشر سنة من بعث الاتحاد المغاربي تبدو لنا النتائج هزيلة وشبه منعدمة، بل ان حالات التوتر التي تسود العلاقات القائمة بين الدول المغاربية من حين لآخر تجعلنا نشك في مدى جدوى وجدية هذا المشروع، لذلك نرى أنه من المشروع اليوم - وفي كل وقت- أن نذكر بجملة الرهانات التي يفترض ان تكون حاضرة في أذهان حكام وشعوب المنطقة المغاربية، وأن نتساءل عن جملة المعوقات التي حالت دون تحقيق هذه الرهانات وجملة ما تطمح له الشعوب المغاربية، ولعل تناول هذين الجانبين بالدراسة والتوضيح يساهم ولو بقسط بسيط في إنارة السبيل ودفع المشروع المغاربي إلى الأمام خدمة للمصالح المشتركة لمجموع الدول المغاربية.

الخطة المنهجية لهذا العمل:

1: تقديم عام حول اتفاقية الاتحاد المغاربي:

2: رهانات التنسيق المغاربي:

3: الثورات العربية حافز نحو الوحدة الإقليمية:

4: معوقات الوحدة المغاربية:

5: دول الاتحاد المغاربي ورهان الديمقراية في مرحلة ما بعد الثورات العربية:

6: جملة من التوصيات:

7: خاتمة:

1: تقديم عام: اتفاقية الاتحاد المغاربي

في السابع عشر من شهر فيفري لسنة 1989 أبرمت معاهدة الاتحاد المغاربي بمدينة مراكش، وقد فتحت هذه الخطوة المهمة أمام الشعوب المغاربية آمالا وطموحات وانتظارات عريضة وهامة ، فالجميع مؤمن بأن حالة التفرق التي عليها امتنا العربية عموما هي من مخلفات الاستعمار البغيض وهي جزء من خطة استعمارية وامبريالية خبيثة عنوانها العريض "فرق تسد" كذلك يعرف الجميع ان الدول العربية عموما والمغاربية على وجه التحديد تملك من الثروات الطبيعية ما لو احسنت استغلاله واستثماره وتوظيفه لاستطاعت أن تحقق نهضة شاملة واكتفاء ذاتيا يجعلها تتحرر تدريجيا من كل اشكال التبعية للغرب فيكون لها بالتالي وزنا سياسيا وقدرة على التأثير في السياسة الدولية وبالتالي الولوج الى مجالات الفعل التاريخي من الباب العريض.

إن التكتل في عالم اليوم هو خيار ضروري وحيوي تفرضه التحديات الدولية التي تجعل من التجمعات الإقليمية وسيلة للاحتماء من المخاطر الخارجية المتزايدة في أبعادها العسكرية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية ومدخلاً لربح رهانات التنمية الشاملة.

ويبدو أن هناك مجموعة من العوامل المحفزة على تفعيل الاتحاد المغاربي والتعجيل بتحقيق التعاون والتنسيق بين أعضائه اليوم قبل الغد، فعلاوة على المقومات البشرية والطبيعية والثقافية والاجتماعية والتاريخية.. التي تمثل أرضية صلبة وجديرة بخلق تكتل إقليمي قوي قادر على دعم مشاريع تنموية رائدة في المنطقة، تمتد الدول المغاربية على امتداد موقع استراتيجي مهم، كما تواجه دول المغرب الكبير مجموعة من التحديات الاقتصادية والأمنية والبيئية والاجتماعية والتي لا يمكن التعاطي معها بنجاعة إلا في إطار من التعاون والتنسيق المغاربي.

ان الإكراهات الاجتماعية والاقتصادية (ارتفاع معدلات الفقر، والبطالة..) التي تمر بها مختلف هذه الدول، بالإضافة إلى تزايد التهافت الخارجي على هذه المنطقة الاستراتيجية بموقعها والغنية بخيراتها الطبيعية، ثم ضعف القدرة التفاوضية المغاربية في مواجهة الاتحاد الأوروبي وغيره من القوى الدولية الكبرى.. التي تتقاسم معها عدداً من الملفات والمصالح المهمة، كلها عوامل تفرض بحدة التعجيل باستثمار مختلف الإمكانات والمقومات الاقتصادية والبشرية.. المتاحة لتفعيل وتطوير الاتحاد. كما أن تنامي حدة العمليات "الإرهابية" في المنطقة، بعد ظهور تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" وامتداد الجماعات المتطرفة وتنامي الصراعات على امتداد المناطق المجاورة للدول المغاربية، إضافة إلى الارتباكات الأمنية التي تشهدها ليبيا، وتزايد الهجرة السرية نحو أوروبا من وعبر الأقطار المغاربية، كلها عوامل تفرض مزيداً من التنسيق والتعاون بين الدول المغاربية في مختلف المجالات، وبخاصة الاقتصادية منها، أسوة بالدول الأوروبية التي عرفت اولى تكتلاتها الاقتصادية حول مادتي الفحم الحجري والصلب ففي سنة 1951 أعلن تاسيس المجموعة الاقتصادية الاوربية التي ضمت ستة دول وهي فرنسا وألمانيا وايطاليا وبلجيكا واللكسمبورغ وهولندا. ثم اتسعت رقعة هذا التكتل تدريجيا لتشمل سنة 2007 سبعة وعشرين دولة هي التي تكون اليوم "الاتحاد الاوربي" وهذه الدول تتعاون في جميع المجالات الاقتصادية والسياسية والعسكرية وغيرها وتمثل قوة هي من ابرز القوى الفاعلة في الساحة الدولية. وجدير بنا أن نذكّر في هذا السياق بتلك النزاعات المسلحة التي وقعت سواء بين فرنسا وألمانيا بغاية السيطرة على منطقتي الالزاس واللورين الغنيتين بالفحم الحجري والصلب، أو بتلك الحروب الدامية التي عرفتها أوربا في أكثر من مناسبتين، ومع ذلك استطاعت هذه الدول أن تلملم جراحها وتنسى خلافاتها وان توجد الحلول المناسبة لمنع التقاتل بينهما من جديد) لذلك أعود فأقول أنه جدير بنا كعرب أو كشعوب مغاربية أن نتجاوز خلافاتنا وأن نتعالى على حساباتنا الضيقة وأن نؤمن بأن لا أمل لنا في الالتحاق بركب الامم المتقدمة والمالكة لمصيرها إلا من خلال التوحد.

إن توفر العديد من القواسم المشتركة بين متساكني المنطقة المغاربية بالاضافة لعنصر الرغبة في تحقيق مشروع الوحدة المغاربية- ولا يهم ان كان هذا التوحد على أساس فيدرالي أو كونفيدرالي- يمثل عاملا أساسيا من شأنه أن يدعم السير بهذا المشروع الى مداه البعيد، كذلك فإنه سيسمح بإرساء دعائم تنمية إنسانية واعدة لأعضائه، تمكن من التقليص من حدة التفاوت الحضاري الذي يفصل بين دول الضفة الشمالية ودول الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط، بالشكل الذي يمنح المجموعة المغاربية وزناً في هذه المنطقة الاستراتيجية، وقوة تفاوضية تكفل لها مقاربة مختلف القضايا والملفات المشتركة (الأمن الإقليمي، و"الإرهاب" الدولي، والهجرة السرية، والصيد البحري، والتبادل التجاري، والاستثمار..) مع دول الاتحاد الأوروبي من موقع مريح وندّي.

2: رهانات التنسيق المغاربي:

· إن محدودية الأسواق المحلية تقتضي التقليص من الحواجز القانونية والاجرائية المعطلة للمبادلات الاقتصادية البينية والشروع في ايجاد سوق مغاربية موحدة تتسع للدول المغاربية الخمسة وتعطي الاولوية المطلقة للمنتجات المحلية لهذه الدول. علاوة على ذلك، فإن منهجية التفاوض المنفرد مع التكتلات الاقتصادية العالمية الكبرى تبدو عديمة الجدوى لأنها تعطي لتلك التكتلات امكانيات عريضة لفرض شروطها واملاءاتها على هذه الدول المغاربية . لذلك يمكن أن يشكِّل التقارب الاقتصادي بين الدول المغاربية سبيلا لتحقيق الرفاه لشعوب المنطقة وحفظ عزتها وكرامتها، إذ لا كرامة في نظرنا لشعب يستورد ضرورياته وحاجياته من وراء الحدود والبحار.

· إن مشروعًا اقتصاديا مغاربيًّا مشتركا وتحقيق درجات هامة من التنمية من شأنه أن يساعد الدول المغاربية على الحد من تبعيتها للغرب وتحقيق استقلاليتها السياسية، كذلك فإن التنسيق على مستوى السياسة الخارجية للدول المغاربية سيمكن هذه الدول من أن يكون لها رأيا مسموعا ومؤثرا في السياسة الدولية، فتكون بذلك فاعلة في التاريخ.

كذلك فإن مقاومة الارهاب والقضاء على الجماعات الارهابية يتطلب توحيد السياسات الأمنية والعسكرية، فقد اكتسبت هذه الجماعات من الخبرة القتالية الميدانية والامكانيات المادية والكثرة العددية ما يجعل التوحد المغاربي في مواجهتها امرا ضروريا.

3: الثورات العربية حافز نحو الوحدة الإقليمية:

ينعم الوضع المغاربي اليوم بفرصة سانحة لإعادة بناء صرح اتحاد المغرب العربي. فقبل هبوب رياح الثورات العربية، كانت الأنظمة المغاربية محكومة بمنطق الاستمرارية والمحافظة وابقاء الحال على ما هو عليه، وعندما وقعت الثورات العربية تخلخلت أركان هذه الأنظمة فسقط بعضها مثلما هو الحال في تونس وليبيا واضطر بعضها الآخر للدخول في اصلاحات سياسية يراها البعض ترقيعية ويراها آخرون جدية وذات أهمية كبيرة مثلما ما هو الحال بالنسبة للجزائر أو المغرب. ونعتقد ان هذه التحولات السياسية في اتجاه الديمقراطية وما ستوفره من حريات سيمكن مؤسسات المجتمع المدني من ان تلعب دورا كبيرا في دعم جهود الوحدة المغاربية.

يمكن القول بأن السمعة الحسنة التي اصبحت تحظى بها تونس في مرحلة ما بعد الثورة سواء على المستوى الاقليمي او العالمي، يرشحها لتلعب دورا مهما في المنطقة المغاربية وخاصة على مستوى تنظيم الانتخابات وضمان شفافيتها، ويجب على شعوب المنطقة أن تؤمن أنه لا خيار أمامها سوى الانخراط في التجربة الديمقراطية ويتطلب هذا من حكام المنطقة ان يقودوا شعوبهم في هذا الاتجاه وان لا يضطروهم للدخول في ثورات ليست مضمونة العواقب.

ان الديمقراطية عامل مساعد في نظرنا لدعم التوجهات الوحدوية، لأنها ستمكن شعوب المنطقة المغاربية من ايجاد الأرضية وكذلك الصيغ المناسبة لتحويل مشروع الوحدة المغاربية لواقع ملموس. كذلك فان التداول السلمي على السلطة سيمكن من تصعيد الاحزاب المؤمنة بضرورة تحقيق الوحدة المغاربية والعربية عموما وارجاع الجغرافيا العربية الى ما كانت عليه قبل معاهدات التقسيم والاستعمار. ان المسألة في نظرنا على صلة وثيقة بمسألة الاستقلال الذي يراه كثيرون منقوصا ما لم يؤد لارجاع الأوضاع لما كانت عليه قبل التقسيم، وهذا يتطلب في نظرنا أنظمة حكم مؤمنة بالفعل بوجوب تخليص الأمة من كل مخلفات الاستعمار. فإذا لم تقتنع هذه الأنظمة وجب على شعوب المنطقة أن تعد العدة ليوم تهب فيه هبة واحدة في اتجاه المناطق الحدودية، تبلغ من خلالها رسالة واضحة للحكام بأن الحدود لا تعني لهم شيئا وأن تنقل الأفراد والأموال والاستثمارات لا بد أن يكون حرا وهذا لا يعني فسح المجال امام الفوضى بل يعني فقط الحد من اجراءات التنقل والتكثيف من الملتقيات العلمية والثقافية والرياضية المشتركة، وتدريجيا نتجاوز مرحلة الخطاب الأجوف والتنظير العقيم لنمر لمرحلة الممارسة والتنفيذ، ولقد رأينا الجماهير القادمة من ألمانيا الشرقية كيف زحفت في نوفمبر 1989 على الجدار الفاصل بين الألمانيتين وقامت بهدمه واسقاطه، لتتأسس ألمانيا الموحدة التي نعرفها. كذلك يجب أن يدخل في وعينا وحسنا الوطني وعقيدتنا، بأن كل من يعطل ويعرقل الجهود المبذولة من أجل توحيد المنطقة المغاربية في الحد الأدنى لا يمكن أن يكون إلا خائنا لمصالح الأمة وعميلا يشتغل لصالح الغرب. إن أسوأ ما يمكن أن نلاحظه في المنطقة العربية عموما هو أن تتحول الخيانة لوجهة نظر، وأن يتحول الاستبداد والقتل العشوائي وكل مظاهر الخراب التي نراها في اليمن أو في سوريا إلى عمل مشروع ونبيل يغلف بغلاف الجهاد عند البعض وغلاف الأمن الوطني أو القومي عند البعض والحقيقة خلاف ذلك تماما في نظري، فقتل الآلاف من العرب والمسلمين في سوريا أو العراق أو اليمن أو ليبيا أو مصر أو أي منطقة عربية أخرى لا يمكن أن يكون إلا في خدمة الصهيونية العالمية ومن سار في ركبها من المستعمرين الجدد الحريصين على وضع أيديهم على المقدرات الطبيعية التي تزخر بها المنطقة العربية. ان ما نلاحظه من تبادل للتهم بالخيانة أحيانا والعمالة أحيانا أخرى وتكفير البعض للبعض الآخر وادعاء كل طرف بأنه الأكثر وطنية أو الأكثر تمثيلا للاسلام أو الأحرص على حماية المصالح القومية، يعكس لنا عمق الأزمة التي تتخبط فيها أمتنا، فالأزمة في نظري أزمة عقل وفهم وتحليل، وهذا ما جعل غالبية الفرقاء من بني هذه الأمة يخبطون خبط عشواء، وأقرب للاختلاف والصدام منه للاتفاق والانسجام، وكما قال احد الحكماء " كل يغني على ليلاه وليلى لا تدين لهم بذاك".لذلك وجب على النخب السياسية والفكرية في المنطقة المغاربية وخاصة المؤسسات البرلمانية التي تمثل ارادة الشعوب المغاربية أن تضع ما يشبه العقد أو العهد المغاربي الذي يحسم في مثل هذه المسائل، ذلك أنه لم نوحد مواقفنا الداخلية تجاه أمهات القضايا المتعلقة بالديمقراطية وحقوق الانسان والارهاب واستقلالية القرار الداخلي وسبل تحقيق المصالح المشتركة وحقوق الأقليات...فإنه لن يكون من السهل علينا توحيد مواقفنا تجاه القضايا الاقليمية والدولية، مثل الموقف من حركات المقاومة الاسلامية (حماس أو حزب الله) والموقف من التطبيع مع الكيان الصهيوني، أو الموقف من قضية الصحراء الغربية، أو التدخل العسكري الغربي هنا أو هناك بحجة المشاركة في مقاومة الارهاب او المساعدة في ارساء انظمة ديمقراطية. وما لم نوجد الآليات والأجهزة والمؤسسات القادرة على توحيد المواقف في مثل هذه القضايا فإن تقدمنا في اتجاه انجاز حلم الوحدة المغاربية والعربية في مرحلة أخرى، سيكون بعيد المنال.

4: معوقات الوحدة المغاربية:

شهد مسار الاتحاد المغاربي مدّاً وجزراً، تبعاً لطبيعة العلاقات القائمة بين مختلف أعضائه، والتي تنوعت بدورها بين التناغم تارة والتوتر تارة أخرى، بفعل خلافات عابرة أو تاريخية، بالإضافة إلى الإكراهات والمشاكل التي فرضها الواقع الدولي المتحول في كثير من الأحيان.

وعلى عكس بعض التجمعات الإقليمية التي استثمرت التحولات الدولية لمصلحتها، جاءت حصيلة الاتحاد المغاربي هزيلة وضعيفة، بفعل جمود مؤسساته، وعدم تفعيل مختلف الاتفاقات المهمة المبرمة، وغياب الارادة الصادقة لتحقيق مشروع الاتحاد المغاربي لواقع ملموس. لذلك وبعد مرور اكثر من 25 سنة من اعلان تأسيس الاتحاد المغاربي يمكننا القول بأن منظمة الاتحاد المغاربي ليست سوى حبر على ورق، فماهي أهم المعوقات التي حالت دون تحقيق حلم الوحدة المغاربية؟.

المعوقات السياسية:

غياب الإرادة السياسية القوية والصادقة، فكل واحد من زعماء الدول المغاربية لا يفكر إلا في خدمة مصالح ضيقة حزبية احيانا وعائلية أو جهوية أحيانا أخرى وفي أحسن الأحوال تكون هذه المصالح والرهانات ذات طابع قطري ويعكس هذا التوجه ضعف الحس القومي والاممي عند معظم القيادات العربية. وحتى بعض الزعامات العربية المتبنية للفكر العروبي الوحدوي، نراها قد فشلت فشلا ذريعا في ايجاد السبيل الامثل الكفيل بتحقيق حلم الوحدة المغاربية او العربية عموما.بل نراهم يقترفون أخطاء قاتلة، باعتبارها تثير شكوكا مشروعة ومفهومة حول مدى صدق هؤلاء الزعماء في خدمة الامة العربية، فالتدخل العراقي في الكويت، والتدخل الليبي في تونس فيما يعرف عند التونسيين بأحداث قفصة، نراه مثيرا للريبة والخوف لدى شعوب تبحث عن الاستقرار السياسي ولدى الحكام العرب الغير مستعدين بالمرة للتفريط في كراسي الحكم. من جهة اخرى يوجد اختلاف بين القيادات المغاربية حول شكل هذه الوحدة، فغالبية زعماء الدول المغاربية يقترحون ان يكون الاتحاد المغاربي في شكل "كونفيدرالية" تسمح بمضاعفة اشكال وصيغ التعاون بين المجموعة المغاربية في انتظار ان يحين الوقت المناسب لنشاة صيغ وحدوية اكثر اكتمالا. أما القذافي فإنه ينادي بان تكون هذه الوحدة في شكل "فيدرالي اندماجي" على نحو ما كان سيحدث بين تونس وليبيا بموجب اتفاقية جربة ولكن بورقيبة سرعان ما تراحع عن هذه الاتفاقية في خطابه المسمى "خطاب البلماريوم" في نهاية سنة 1972. وهذا التراجع يعكس في بعض دلالاته حالة من التردد وعدم الثقة بين الحكام العرب، وهي في رأينا معوقا اساسيا لقيام وحدة مغاربية حقيقية.

وجدير ان نذكر في هذا السياق بقضية "لوكربي" التي تورطت فيها ليبيا واتهم فيها النظام الليبي بمسؤوليته بتفجير احدى الطائرات المدنية الامريكية- وذلك سنة1988، فوق مدينة لوكربي الاسكتلندية والتي قتل فيها المئات، وقد صدر القراران الامميان 747بتاريخ 31 مارس لسنة 1992 و883 بتاريخ 11 نوفمبر 1993 وقضيا بمعاقبة ليبيا بفرض الحظر الجوي عليها ومحاصرتها اقتصاديا وديبلوماسيا، والمثير للاستغراب هو أن دول الاتحاد المغاربي انخرطت في تطبيق هذه العقوبات غاضة نظرها عن المادة 14 من معاهدة اتحاد المغرب العربي التي تقر بأن "كل اعتداء تتعرض له دولة من دول الاتحاد يعتبر اعتداء على الدول الاعضاء الاخرى" وهذه صورة أخرى لعدم وضوح الرؤية السياسية بالنسبة للانظمة الحاكمة بالمنقطة المغاربية وضعف الحس الوحدوي وتغليب الخلاص الفردي على الخلاص الجماعي. وكان من تداعيات هذه الازمة تغيب ليبيا عن فعاليات قمتين عربيتين هما قمتي نواقشوط وتونس، كذلك تعطل مشروع بناء الجامعة المغاربية الذي التزمت الجماهيرية بتمويله.

كذلك فإن قضية الصحراء الغربية تمثل بؤرة توتر في المنطقة المغاربية، فبالرغم من الاتفاق المبرم بين المغرب وموريتانيا حول تقسيم الصحراء (اتفاقية مدريد اكتوبر 1974) واعلان المغرب سنة 2007موافقتها على تمكين الصحراويين من الحكم الذاتي، فإن هذه القضية لا تزال تخلق الكثير من المشاكل بين المغرب والجزائر، فالمغرب تتهم الجزائر بتعطيل كل الجهود الرامية لايجاد تسوية سلمية لقضية الصحراء المغربية، كما تتهمها أيضا بتسليح جبهة البوليساريو والوقوف وراء العديد من اعمال العنف في منطقة الجنوب المغربي. وتذكر بعض المصادر بأن الرئيس الجزائري بومدين قد استدعى الرئيس الموريتاني مختار ولد داداه الى منطقة كولون بشار ليهدده بمصير غير معروف ان هو استمر في التنسيق مع دولة المغرب.

الملاحظ ومن خلال العودة الى بعض مواقع التواصل الاجتماعي ان قضية الصحراء الغربية هي عبارة عن قنبلة موقوتة تهدد المنطقة بأسرها بالانفجار، وسأعرض بعض التعليقات والتدوينات حول هذه القضية لندرك عمق المشكلة وآثارها السلبية على الشعبين المغربي والجزائري:

صورة لحوار سياسي بين الجزاريين والمغاربة عبر الفايس بوك:

طارق المغربي: الاثنين 29 أكتوبر 2012 – 09:29

المغرب دعم الثورة الجزائرية على حساب وحدته الترابية، وحين استقلت الجزائر تنكرت للاتفاق حول إرجاع الأراضي المغربية المقتطعة من قبيل عين الصفراء والقنادسة وكولومب بشار و تندوف وتوات وغيرها لتخلق ما سمته لاحقا تقرير الشعب الصحراوي في تقرير المصير على الصحراء الغربية لتلهي المغرب عن المطالبة بأراضيه الشرقية وتضع حجرة في "سباطه" كما قال بومدين، لكن أكبر خطأ تم ارتكابه من طرف المغرب يتجسد في أمرين حسب رأيي الأول يتمثل في حرب الرمال التي انتصر فيها المغرب بقيادة الجنرال بنعمر لتنسحب القوات المغربية دون تحقيق أي مطلب وكأن المغرب قد خسر المعركة وذلك بأمر من الملك الراحل الحسن الثاني مما يعتبر خطأ تاريخيا فادحا، الأمر الثاني يتمثل في العشرية "السوداء" التي عاشتها الجزائر والتي لم يستغلها المغرب بشكل جيد لتحقيق المكتسبات الديبلوماسية في قضيته الترابية جنوبا وشرقا...أما مسألة تخلي الملك الراحل محمد الخامس عن التفاوضمع فرنسا حول ترسيم الحدود فأعتبرها من الأخطاء التاريخية الجسيمة التي يقترفها حاكم مغربي بهذا الحجم لأن استرجاع هذه الربوع من حق المغرب لأنها ملك مشروع له بغض النظر عن الظرفية السائدة.

  •  – AbuAbderrahmanالاثنين 29 أكتوبر 2012 – 09:56

هذه الشهادة تصب كلها على مبادلة الإخلاص المغربي للثورة الجزائرية و تأجيل البت في مشكل الحدود إلى تنكر وضغية من القادة الجزائريين وتحالفهم مع كل من يسعى إلى إضعاف المغرب (إسبانيا،مؤسسي البوليساريو) . الروبرتاج يشير بكل وضوح أن البولساريو صنيعة الجزائر وأداته القذرة لتأزيم وضعية اتحاد المغرب العربي، لكن الوثائقي لا يتكلم مع الاسف على الدعم الليبي إبان حكم سيء الذكر المقبور القذافي كما أنه لا يسلط الضوء بشكل كاف على تدخل الجزائر في شؤون المغرب الداخلية وعدوانيتها المتواصلة ضد المغرب في كل المحافل الدولية وعدم تفعيل أية خطط للاندماج الاقتصادي بفعل العقلية المتنطعة للطغمة العسكرية الحاكمة.

  •  – Riotnevadaالاثنين 29 أكتوبر 2012 – 10:44

معيقات الوحدة المغاربية راها واضحة و باينة وضوح الشمس في نهار جميل ، و هي الجارة الشرقية ، ف لا يعقل تأسيس اتحاد مغاربي و الجزائر تدعم مرتزقة البوليساريو !!

  •  – Algerienالاثنين 29 أكتوبر 2012 – 10:47

sohane allah,juste le maroc qui parle de l union maghrebine ... ?????????en algerie on en parles jamais on veut rien savoir ,.

7 – الغريب الهارب: الاثنين 29 أكتوبر 2012 – 12:01

صدق من قال .التقي شر من احسنت اليه : فنحن لم نرد المساومة على اخواننا الجزائرين مقابل ارض اجدادنا التي هي هويتنا وكياننا . اناشد كل الاحرار من يشاهدوا هذا الشريط ويروا كيف تكالب جنرالات الجزائر على الشعبين المغربي والجزائري الشقيق فوضعوا الشعبين في متاهات لا نهاية لها للحفاض على مصالحهم الخاصة .نريدها دولة واحدة بذون حدود من نواكشوط حتى طرابلس انشاء الله مغرب اسلامي قوي على جميع المستويات ; لكي نلحق بالركب الذي قد وصل الى الزهرة .

  • yahyaالاثنين 29 أكتوبر 2012 – 12:04

in my opinion,and after watching this film,,iam 100 per 100 sure that a union maghrebian will never ever ever happens,,due to a very simple thing,, the algerian nature since day one and even those days when they were under occupation ,they were always working against the the people who were offering them help,digging conspiring,,cheating,,,and to me thats enough to say these algerians will never be our brothers or good neighbours,in a union,,they simply want to rule the region,,as the woman in the video said,,even if the sahara conflict is resolved,,there will always be distrust between morocco and algeria,,,,ALGERIA IS THE CAUSE,,the way out of all these problems with this terrible neighbour is,,dismantle it,,into small emirates,,without pitty ,,,,,get a union going with the rest of the countries,,in the maghrebian union,,leave them behind,,this is my opinion,and i lived in that country and i know their mentality

  •  – فاطمةالاثنين 29 أكتوبر 2012 – 12:42

السلام عليكم ورحمة الله عندي واحد التدخل وهو ان جلالة المغفور له الحسن الثاني ارتكب خطا فادح مني وضع ملف الصحراء في الامم المتحدة وبهذا الفعل فان الملك الراحل قد رفض او استهان وبشكل غير مباشر لحكم المحكمة الدولية بلاهاي التي حكمت لصالح المغرب والامم المتحدة في شخص زعمائها الرئيسيين الولايات المتحدة واوروبا لا تريد حلا للصحراء ابدا . اذن فمعيقات الوحدة المغاربية هي اوروبا وامريكا . فالحل الامثل هو سحب الملف من الامم المتحدة ومن اراد السلم فمرحبا به ومن اراد المواجهة فهي الخيار الاخير . وسحب الملف ليس هو القطيعة مع الدول الصديقة . الامم المتحدة اثبتت عدم رغبتها في طي الملف وقد مرت 30 سنة ولم تحقق اي نتيجة . اذن اقول للمسؤولين المغاربة ماذا تنتظرون ؟

  • البيضاوي:الاثنين 29 أكتوبر 2012 – 13:09

الصحراء مغربية و التاريخ يثبت ذلك، منذ العهد المرابطي و الكتب التاريخية تثبت أن الصحراء مغربية. نحن مع مغربية الصحراء و لو كلفنا ذلك أرواحنا

  •  – MUALGERIEالاثنين 29 أكتوبر 2012 – 14:20

Ok, admettant que le MAROC a raison, est ce que c’est une raison d’attaquer un pays qui vient de sortir de 7 années de guerre ? Pensez vous pas que HASSAN 2 était patient ? Pourquoi n’aurait t-il pas attendu quelques mois ou années avant d’attaquer si ce n’était pas pour profiter de la faiblesse de l’armée algérienne qui n’en n’était pas une.

  •  – ايمان الجزائريةالاثنين 29 أكتوبر 2012  14:41

تحياتي القلبية الى الشقيق المغربي العزيز..نحن الجزائريون ننتظر بفارغ الصبر اليوم الذي يوحد فيه المغرب العربي و نصبح جميعا بلدا واحدا... رجاء,يجب الا تسود الفتنة بيننا,و ان طغت السياسة و المارب الشخصية فلا يجب ان يكون ذلك على حساب القومية و الاخوية التي تجمعنا...انظروا الى دول الخليخ كيف اصبحت قوة لا تضاهى بفضل الاتحاد فيما بينها.و نحن ان اتحدنا لن يوقفنا احد,فالامكانات الهائلة التي بحوزتنا تخول لنا التربع على عرش دول العالم باسره و ليس افريقيا فحسب,فكلما تجد شخصا عربيا ناجحا في اوربا الا و يكون جزائريا او مغربيا او تونسيا,وهذا في جميع المجالات الرياضية منها و العلمية و الثقافية....الخ.المهم ان القوة في الجماعة و رجاء حتى و ان استفزتكم تعليقات او تصرفات من بعض الجزائريين لا تعمموا,هنالك فعلا بعض المرزقة الذين لا يخافون الله و يبثون الفتنة كلما سنحت لهم الفرصة.لذا ليس لاحدنا سوى الاخر و بدءا بنا كافراد بسطاء و بخطوات بسيطة.ان شاء الله تزول هذه الفتنة و يتوحد شعبانا و ارواحنا من اجل وطن واحد هو المغرب العربي..و السلام عليكم

  •  – aliالاثنين 29 أكتوبر 2012 – 15:37

ce nous manque c’est pas des morceaux de terre ,mais des vrais hommes qui derrigent nos payes,pour un avenir meilleur.il faut ameliorer l’education,le niveau de vie,diminuer le nombre des chomeurs.car ni l’algerie ni le maroc n’ont fait un vrai developpement.leur economie respective sont faibles,malgrer le petrol et le gaz de l’algerie,rien n’a changer pour la population,tjrs vit en pauvrete ou tente d’aller chercher leur vie ailleur ,par l’immigration.,les algeriennes,,sont le peuple N1 en immigration,malgrer que leur paye est riche en petrol et en gaz,c’est vraiment une honte.si ca etait des vrais hommes qui derrige ce paye ,il n’y arra pas d’immigrants algerien,mais c’est le contraire,la france a quitter l’algerie,mais a mon avis elle y demeure tjrs,par ces pions de clique de boumadyan et generaux qui sont des nouveaux collinisateur du paye.

  •  – chaouqiالاثنين 29 أكتوبر 2012 – 15:43

the history of Islam was no morocco no Algeria no Tunisia no Libya no one use to be almgribe al 3rabi under one king all is one not like now I am this you are this please stop this non-sense is only our president who def-aide as and we all of as will die and we leave behind as all this world . thank you from morocco

  •  – khalidالاثنين 29 أكتوبر 2012 – 15:52

نريد حل سلمي لجميع قضايا المغرب العربي لكي نتحد و نداوي جراح الماضي لا غالب و لا مغلوب .بدون حدود و لا قيود خصوصا و ان كل شئ متوفر .نفط غاز فوسفاط فلاحة بحر شباب طقس قرب اوربا و امريكا (لدينا نفس قرب انجلترى ) دين لغة مشتركة تاريخ نسوبية عائلة واحدة لكل بلد خصوصيته و اختصاصه.لماذا لا نستفيد من هذه المعطيات ?.

  •  – fatiالاثنين 29 أكتوبر 2012 – 16:37

ياختي الكريمة لقد ضحى المغاربة بجزء من اراضهم في سبيل استقلال الجزائر لتحرير الجزائر فعل المغرب المستحيل سلح وساعد ورفض مقترح فرنسي بتسلمنا صحراءنا الشرقية لعدم مساعدتكم لكن الغدر جاء منكم فقراء التاريخ او فقط شاهدي الفيديو لقد اخدنا منكم العهد بتسليم الارض بعد الاستقلال لكن اين انتم من عهدكم الذي عاهدتم كمسلمين واخوة حتى الكفار فهم من يفون بعهودهم والتفاقيتهم مع المسلمين فين انتم من كفار قريش. . اما الان فلا تطلبو منا ان نكون اخوة او تصديق كلمة واحدة منكم قبل الوفاء بالعهود السابقة فلن نضحى مرة اخرى بجزء اخر من الارض الصحراء من اجل سواد عيونكم او اتحادكم الملعون فلو قابل المغرب شروطكم بتخلي عن ارضه لاجل اتحاد مغاربي فاشل فالموت اهون علينا من دلكم لنا فالغدر سمتكم وسنوات طويلة وظهورنا قد سالت منها الدماء بافعلكم والتاريخ يشهد ويسجل فحسبنا الله عليكم فحسبنا الله عليكم

المعوقات القانونية: قام الاتحاد المغاربي على اساس اتفاقية تتضمن 19 مادة فقط[1]، وهي مبادئ عامة تفتقر من جهة للدقة والضبط ومن جهة ثانية فهي لا ترسم للدول المغاربية اهدافا قريبة وواضحة ولا الآليات التي يجب اعتمادها لتحقيق تلك الأهداف، وهذا يعكس نوعا من الارتجال في اعلان تأسيس الاتحاد المغاربي وعدم وضوح الرؤية المستقبلية لقيادات هذه الدول. كذلك فإن فصول الاتفاقية في حاجة للتحيين على ضوء المستجدات الاقليمية والدولية، ونعتقد أن كل عمل لا توفر له مقدماته وممهداته الضرورية سيؤول لا محالة الى التعثر والفشل. كذلك فإن اشتراط الاجماع في أي قرار يمكن أن يصدر عن مجلس الرؤساء ليكون نافذا، يجعل من الصعب جدا صدور قرارات قابلة للتنفيذ.

الارتباط التاريخي بالغرب ودول الشمال جعل التعاون والتنسيق الاقتصادي والسياسي وحتى العسكري بين الدول المغاربية في حدوده الدنيا فكأن هذه الدول تتسابق في اتجاه بناء علاقات قوية مع الغرب لكسب دعمه وتأييده للبقاء في السلطة والحد من فاعلية التحركات الشعبية او الجمعياتية المنددة بالاستبداد والحكم الفردي داخل هذه الدول، وقد رأينا كيف عرضت فرنسا على نظام بن علي أن تدعمه بكل الامكانيات العسكرية لاجهاض الثورة التونسية، لأن كل تغيير سياسي في تونس أو غيرها من الدول المغاربية لا يكون باذن مسبق من دول الغرب وخاصة فرنسا وايطاليا يمثل في نظرهم تهديدا مباشرا لمصالحهم الاقتصادية وأمنهم القومي. لذلك فلا غرابة أن ترتفع العديد من الأصوات الغربية المحتقرة للثورات العربية وما سمي بالربيع العربي، ومثال ذلك ما قاله الان شووي Alain Chouet رئيس الادارة العامة للأمن الخارجي الفرنسي la DGSE في مداخلته بالملتقى الذي نظمه معهد الدراسات العليا للدفاع الوطني بمدينة نيس الفرنسية سنة 2012 حول الحرب في سوريا "حيثما مر الربيع العربي فهو لم يخلف وراءه سوى الدمار والمآسي" كذلك فهو يصف وصول الاسلاميين للسلطة في هذه الدول ب"الكابوس" ويسميه ب "الخريف الاسلاموي" وهذا في نظرنا شكل من أشكال الوصاية التي لا يزال الغرب يمارسها تجاه مستعمراته القديمة. ونفس الشيء عبر عنه جون برادليJohn Bradley في مقدمة كتابه "ما بعد الربيع العربي After the Arab spring,How Islamists Hijacked the middle east Revolts (2012) حين قال "تملكني الفزع عندما ذاعت انباء اندلاع انتفاضة شعبية في تونس، لم يكن السبب في ذلك انني احمل أي تعاطف تجاه رئيس الدولة المستبد زين العابدين الذي كان يمسك بمقاليد الحكم منذ أكثر من عقدين من الزمن غير أنه غير انه في الوقت الذي اعتبر فيه أكثر صحفيي الغرب أن الاضطرابات التي يشهدها الشرق الاوسط خطوة نحو الديمقراطية كان لي رأي مخالف، فالاسلاميون الذين يتوقون الى اقامة دول اسلامية وفرض الشريعة الاسلامية هم من سيخرجون منتصرين من الفوضى الحالية."[2]

:التبعية الاقتصادية للدول الغربية

البلاد المغاربية كغيرها من دول العالم الثالث تعيش في حالة من التبعية لدول المركز الاوربي، وهي لا تملك – وربما لا تريد- أن تتحرك بحرية في مجال رسم رهاناتها واستراتيجياتها إلا في الحدود التي لا تتصادم فيها مع المصالح الخاصة بدول المركز.

وان ضعف المخزون النقدي للدول المغاربية وعدم قدرتها على تمويل المشاريع الضخمة قد دفعها للانخراط في دوامة الاقتراض من البنوك والمؤسسات المالية الغربية فقد بلغ حجم الديون الجزائرية[3] 24 مليار دولار، والمغربية 17 مليار دولار والتونسية 12 مليار دولار وحتى ليبيا فانها وبالرغم من عائداتها المالية الهائلة بفضل ثروتها البترولية ومحدودية عدد سكانها فإنها مدينة بدين قيمته 5 مليار دولار، وأما موريتانيا فبلغ حم ديونها 2 مليار دولار. وخلال السنوات التي عقبت الثورة التونسية ارتفع حجم المديونية التونسية ليبلغ قيمة ال26 مليار دولار(بنسبة تجاوزت ال45% من ميزانية الدولة) ويمثل هذا الارتباط بالغرب حالة من التبعية للخارج وتهديدًا للاستقلال السياسي والاقتصادي لهذه الدول، فدول الاتحاد المغاربي تبدو وكأنها مسلوبة الارادة وليس لها أي قدرة على اتخاذ قرارات مستقلة سياسية او اقتصادية او عسكرية دون ان تطلب الاذن من هذا الغرب الذي لم يتحرر بعد من روحه التوسعية والاستعمارية، لذلك فان دولا مثل فرنسا وبريطانيا لا تزال تمارس نوعا من الهيمنة والاحتلال غير المباشر تجاه مستعمراتها القديمة. وهي تتنافس في ذلك مع بعض القوى الاخرى مثل الولايات المتحدة الامريكية والصين التي تبحث لها عن موطئ قدم داخل المنطقة المغاربية، وكذلك في افريقيا والمنطقة العربية عموما.

وجود العديد من مظاهر التوتر في العلاقات المغاربية وخاصة بين الجزائر والمغرب فيما يتعلق بقضية الصحراء الغربية، كذلك فان العلاقة بين تونس وليبيا لم تكن بمنأى عن مثل هذه التوترات (أحداث قفصة) والتهديدات التي وجهها القذافي للشعب التونسي اثناء قيام الثورة التونسية حيث اعد الآلاف من المرتزقة لمساندة نظام بن علي وقمع التونسيين الحالمين بالتغيير. كذلك فان مطالبة الامازيغ في الجزائر مثلا بحقوقهم الثقافية والسياسية قد خلق في فترات عديدة تهديدا لوحدة الجغرافيا المغاربية واستقرار منطقة الاتحاد المغاربي بأسرها. لذلك يمكن القول بان البلدان المغاربية وإن بدت للوهلة الاولى في حالة لا حرب إلا أنها تعيش في حالة اللاسلم وهذا الواقع يمثل في نظرنا تحديا خطيرا ومعوقا من معوقات التوحد المغاربي.

الخطر الارهابي: يمثل التطرف الديني اليوم خطرا كبيرا بالنسبة للشعوب المغاربية وهو يهدد امن واستقرار هذه الدول ويزيد في تعقيد الأوضاع بها، فالأعمال الارهابية التي تحدث بهذه الدول من حين لآخر لا تمثل خطرا على الأرواح فقط بل على الاقتصاد كذلك. فمردودية القطاع السياحي في تونس عرفت تراجعا كبيرا على إثر العمليات الارهابية التي حدثت في متحف باردو في18 مارس 2015، أو في سوسة بتاريخ 26 جوان 2015.خاصة وأن المستهدفين في الحالتين كانوا من السياح، مما أثر سلبا على الاقتصاد التونسي ، كذلك فان قطاع الاستثمار عرف تراجعا كبيرا بسبب غياب الأمن والاستقرار . ويمثل الوضع الغير مستقر بالبلدان التي عرفت ثورات مثل تونس وليبيا بالخصوص أرضا خصبة لتنامي الجماعات الارهابية وهو ما يفسر لنا وجود فروع لتنظيمي داعش والقاعدة داخل هذه الدول فكان لكل ذلك الأثر السيء على اقتصاديات هذه الدول، وفي خضم هذا الواقع المهدد بالانفجار داخل المنطقة المغاربية نلاحظ أن بعضها قد بات يبحث عن الخلاص الفردي من خلال تقوية جبهته الداخلية وابرام اتفاقيات امنية مع بعض الاطراف الغربية الاوربية او الامريكية مثلما فعلت تونس حين ابرمت اتفاقية التعاون الامني مع حلف الناتو والتي اثارت حفيظة وغضب الجهات الممثلة للسلطة الجزائرية.

:الاختلاف على مستوى الانظمة السياسية القائمة فبعضها اقرب الى النظم العسكرية مثلما هو الشأن بالنسبة للنظام الليبي قبل قيام الثورة الليبية، ومنها ما هو ملكي مثل ما هو الشأن في المغرب الأقصى ومنها ما هة أقرب للنظام الجمهوري الرئاسي مثلما هو الحال في تونس والجزائر وموريتانيا، ونعتقد أن هذا الاختلاف في انظمة الحكم وميل الحكام العرب عموما للاستمرار في السلطة خلق احساسا لديهم بالخوف من كل تجربة جديدة بل يمكن القول ان الهدف الاساسي من بعض مظاهر التنسيق العربي عموما كان يتمثل في تكريس مبدأ البقاء في السلطة فقد كانت الاجتماعات التي يعقدها وزراء الداخلية العرب هي الاكثر نجاحا وبروزا وانتظاما.

  • انخراط منظمات المجتمع المدني في جهود البناء المغاربي: فالجمعيات الحقوقية والأحزاب السياسية ووسائل الإعلام، والنخب المثقفة تبدو وكأنها ليست معنية بالتنسيق المغاربي والجهود الوحدوية .بل ان بعض المنابر الاعلامية تساهم في توتير العلاقة بين بعض الدول المغاربية، كذلك فإن بعض المباريات الرياضية في كرة القدم خاصة وكذلك بعض التصريحات التي تصدر عن بعض السياسيين تتحول في مناسبات عدة الى اسباب لتوتر العلاقة بين الدول المغاربية نظرا لما يصحبها من عنف واعتقالات. فمنظمات المجتمع المدني كان بامكانها أن تكون عناصر داعمة للجهود السياسية الرامية لتحقيق الوحدة المغاربية، قادرة على مواجهة مختلف التحديات وتذليل الصعاب التي تواجه مطلب الاندماج المغاربي، وتدفع باتجاه تحفيز السلطات السياسية بالمنطقة لاتخاذ قرارات جريئة في هذا الاتجاه، علاوة على تقوية أساس هذا البناء بمقترحاتها وأفكارها، لإخراجه من طابعه الفوقي وركوده، وتحويله لواقع ملموس وتجربة تعاش. لكن ما تحقق من نتائج هزيلة يعد دليلا على ان هذه المنظمات والجمعيات كانت ولا تزال محدودة الفاعلية إذا لم نقل معدومة الفاعلية تماما. بل يمكن القول بأن بعض التصريحات أوالبيانات الصادرة عن بعض المنظمات أو الاحزاب في هذه الدولة أو تلك، تحمل أحيانا مضامين تعتبرها دولة مغاربية أخرى ذات طابع عدائي( تبني الحراك الاحتجاجي في دولة ما أو تشويهه سيلقى لا محالة استحسانا من قبل بعض الاطراف المتنازعة واستهجانا من قبل الاطراف المقابلة لها)

  5   : دول الاتحاد المغاربي ورهان الديمقراية في مرحلة ما بعد الثورات العربية:

· رفعت خلال الثورات العربية شعارات مختلفة بعضها يحمل طابعا اقتصاديا وبعضها الآخر طابعا اجتماعيا ونوع ثالث له طابع سياسي، فمطلبي الحرية والديمقراطية يعدان من المطالب المركزية في الثورات العربية، وهذا واضح وجلي سواء في الشعارات المرفوعة "يسقط الاستبداد" "تسقط الدكتاتورية" a bas la dictature أو على مستوى الكيفية التي اديرت بها المراحل الانتقالية في العديد من هذه الدول مثل تونس وليبيا ومصر في الانتخابات الأولى، فقد كانت تلك الانتخابات بمثابة الاعراس السياسية نظرا للشفافية والمصداقية التي اتسمت بها لاول مرة بعد ما يناهز النصف قرن من الحكم الاستبدادي والانفرادي في بعض هذه الدول العربية. لكن بغض النظر عن التعثرات او الانتكاسات التي تعرضت لها بعض هذه الثورات، وبقاء بعض الدول المغاربية بمنأى عن هذه الثورات، فإن دول الاتحاد المغاربي تبذل جهدا كبيرا من اجل اجراء بعض الاصلاحات السياسية لتجنب ثورات قد لا تحمد عقباها وهذا ما حصل في الجزائر والمغرب الأقصى خاصة. ولكن مثل هذه الجهود لا تنفي وجود تفاوت بين الدول المغاربية على مستوى تقدمها في السلم الديمقراطي نبينه في النقاط التالية:

· تقدم تونس اليوم نموذجا متميزا في منطقة شمال افريقيا والمنطقة العربية عموما في التأسيس لنظام ديمقراطي على أسس صحيحة، فقد استطاعت في مناسبتين أن تنظم انتخابات حرة ونزيهة حازت على اعجاب كل المراقبين المحليين والدوليين، وتعاطى الفرقاء السياسيين مع نتائج الانتخابات بروح سياسية عالية، كما عاش التونسيون خلال خمس سنوات أربعة تجارب من التداول السلمي على السلطة، وهم يمرون بتجربة غير مسبوقة في التمتع بحرية التعبير والاعلام والتنظم الحزبي والنقد السياسي دون ان ننفي بعض التعثرات وهذا طبيعي خلال المراحل الانتقالية. ومما ساعد التونسيين على التقدم في انجاح تجربتهم الديمقراطية الناشئة هو بقاء الجيش وقوات الأمن الوطني على الحياد و حرصهم على عدم التدخل في الشأن السياسي، وهو مكسب من حق جميع التونسيين الافتخار به.

· أما ليبيا فإنها تمر بمرحلة انتقالية معقدة جدا بسبب غياب التقاليد الديمقراطية غيابا تاما في تجربة الحكم الليبية، وحتى ما كان يسميه القذافي بالديمقراطية المباشرة أو بالديمقراطية الجماهيرية هي في نظر العديد من الناقدين من باب ذر الرماد في العيون والتغطية على الحكم العسكري القائم على احتكار السلطة والنفوذ. كذلك فإن وجود كمية كبيرة من الأسلحة بأيدي الليبيين قد أدى بهم لحالة من التقاتل الأهلي، ومما زاد الأوضاع تعقيدا في ليبيا هو وجود الجماعات الارهابية المتمثلة في "داعش" ذلك أن واقع اللادولة في ليبيا مثل الفضاء المناسب لتجمع هذه الجماعات وسيطرتها على مساحة هامة من التراب الليبي، فصارت نظرا لذلك تمثل تهديدا لأمن المنطقة بأسرها، من جهة أخرى فقد حفز الانقلاب العسكري الذي حصل في مصر بقايا نظام القذافي للدخول على خط الصراع القائم اليوم بين الفرقاء الليبيين مما زاد في تعقيد الاوضاع السياسية، وجعل الحلول السياسية بعيدة المنال .وهذا المناخ السياسي والامني المتوتر يمكن أن يؤدي- في حالة استمراره- إلى التدخل العسكري الخارجي وازدياد الأوضاع سوءا، وهذا عائق في نظرنا سيعطل كل امكانية لإعادة بعث فكرة الاتحاد المغاربي لعقود عديدة.

· أما في الجزائر فإن التجربة الديمقراطية لا تزال تعاني من بعض التعثرات، وليس أدل على ذلك من الغاء نتائج الانتخابات التشريعية المنجزة في ديسمبر 1991 والتي فازت فيها الجبهة الاسلامية للانقاذ.(الغيت هذه الانتخابات بتاريخ 12جانفي 1992.) ويرى بعض الخبراء السياسيين أن نظام الحكم في الجزائر أقرب لنظام الحكم العسكري نظرا للنفوذ الكبير والامتيازات الكبيرة التي يحظى بها الجنرالات، وكذلك تدخلهم المباشر في رسم السياسة الجزائرية داخليا وخارجيا. وما الانتخابات ووجود الأحزاب السياسية وأجهزة الحكم المدني سوى غلاف خارجي غايته إرضاء الجبهة الداخية من جهة وتجنب الانتقادات الدولية من جهة أخرى، وهذا لا يعني ان الوضع في تونس قبل الثورة كان افضل مما هو في الجزائر، بل نريد أن نقول أنه بإمكان الحكام العرب ومحترفي السياسة بالدول المغاربية أن يخطوا خطوات جدية في اتجاه إرساء الديمقراطية الحقيقية، دون أن يضطروا هذه الشعوب للخروج في الشوارع والدخول في ثورات أو حركات احتجاجية غير مضمونة العواقب. ان عدم الاقتناع بأهمية وجدوى الديمقراطية يجعل الأوضاع مهددة بالانفجار في أي لحظة ولا ننسى العشرية السوداء التي عاشها الشعب الجزائري الشقيق بداية من سنة 1992، حيث قتل الآلاف من الجزائريين، ويمكن القول بأن أجواء عدم الثقة بين الفرقاء السياسيين سواء في الجزائر أو في تونس هي علامة دالة على أن الشعوب المغاربية لم تتأهل بما فيه الكفاية للالتحاق بركب العالم الديمقراطي. كذلك فإن مظاهر العنف السياسي التي تحدث هنا أو هناك داخل المنطقة المغاربية، هي في نظرنا من المعوقات التي تحول دون التقدم في انجاز مشروع الاتحاد المغاربي.

· أما في موريتانيا فان الانقلاب العسكري الذي قاده الجنرال محمد ولد عبد العزيز في 6 أوت 2008 يعتبر مقوِّضًا للانطلاقة الديمقراطية التي بدأت في 3 اوت 2005 بإسقاط الرئيس معاوية ولد سيدي أحمد الطائع. وهذا يعني أن تدخل الجيش في الحياة السياسية سواءا في مورتانيا أو في ليبيا أو أي دولة أخرى سيجعل التجربة الديمقراطية شبه معطلة في مثل الدول.

· أما الشعب المغربي الشقيق فإنه يبدو ومنذ اعتلاء الملك محمد السادس لعرش الملك، قد قطع خطوات هامة في اتجاه ارساء قواعد الدولة الديمقراطية الحديثة على أسس صحيحة،وتحركات فيفري 2011 قد ادت الى حصول التعديل الدستوري في نفس السنة والذي كان من أهدافه التأسيس لحياة ديمقراطية تعددية تتسع لكل الأطياف السياسية، وتكرس نوعا من الحكم المحلي في الجهات يفسح لعموم الناس المشاركة في إدارة الشأن العام. ولعل الانتخابات البرلمانية النزيهة التي انجزت في المغرب سنة 2011 وكذلك الانتخابات البلدية التي اجريت سنة 2015 وما ترتب عنهما من تداول على السلطة العامة أو المحلية بين الاحزاب الرئيسية بالمغرب مثل حزب العدالة والتنمية وحزب الاستقلال وحزب الشعب تعد من ابرز الدلائل على ان المغرب الاقصى قد انظم فعلا لنادي الدول الديمقراطية.

جملة من التوصيات :6

نعتقد أن السير قدما في اتجاه تحويل المشروع المغاربي من طور الحلم والتخطيط على الورق إلى طور التجربة المعاشة مسألة ضرورية أكثر منها اختيارية لذلك وجب أن توجه كل الطاقات وكل السياسات وكل الجهود في هذا الاتجاه، فالقضية يجب أن يتعامل معها كقضية مصيرية (قضية وجود أو عدم وجود.)

نعتقد كذلك أن توحيد وجهات النظر تجاه أمهات القضايا المطروحة اليوم تعد خطوة مهمة ولا بد منها لتيسير تحقيق الحلم المغاربي.

نعتقد كذلك أن أي شكل من أشكال التنسيق العربي لا يصب في اتجاه تحقيق الامن والاستقرار والرفاه والسعادة للمواطن المغاربي، سيكون عديم الجدوى وخاليا من كل معنى.

نعتقد كذلك بأن توفر الارادة الصادقة والقوية لدى الطبقات الحاكمة ولدى عموم الشعوب المغاربية من شأنه أن يجعل ما نراه اليوم صعب المنال ممكنا ومتاحا وقابلا للتحقيق خلال السنوات القليلة القادمة.

نعتقد أيضا أنه أمام مؤسسات المجتمع المدني دورا كبيرا يجب أن تلعبه لتقريب وجهات النظر ودفع الانظمة الحاكمة بالمنطقة المغاربية نحو الوحدة الحقيقية.(التأسيس لنوع من الديبلوماسية الموازية)

نعتقد كذلك أنه على النخبة المثقفة والنخبة السياسية أن تطور من خطابها في اتجاه تقريب وجهات النظر حول المشروع المغاربي المنتظر. لأنه من المثير حقيقة للاستغراب هو أن نجد النخب الفكرية والسياسية الحاملة للمشروع القومي العروبي مختلفة فيما بينها اختلافات جوهرية عميقة تصل حد التخوين وحتى التقاتل (التاريخ العدائي بين البعث السوري والبعث العراقي) ففي تونس مثلا توجد العديد من الاحزاب القومية كان جدير بها أن تتوحد فيما بينها قبل أن تفكر في توحيد أمة بأكملها.

7:الخاتمة

نختم هذه المداخلة بالتأكيد على أن كل تأخير على مستوى التنسيق السياسي والاقتصادي والعلمي والثقافي والعسكري، سيجعلنا ندفع ثمن هذا التفرق لعقود قادمة، وسيصدق في هذه الأمة التي يبدو وكأنها أضاعت بوصلتها وفقدت الاحساس بالزمان والمكان ذلك القول الذي يقول:" يفعل الجاهل بنفسه ما .لا يفعله العدو بعدوه.

:المراجع

[1] :

ضمت اتفاقية الاتحاد الاوربي التي وقعت بروما سنة  1957  248مادة و 4 ملاحق و 9 تصريحات

[2] ) هذا الكتاب هو تجميع لجملة من المقالات كتبها هذا الصحفي حول منطقة الشرق الاوسط في مرحلة ما بعد الثورات العربية وتم اصداره في الولايات المتحدة الامريكية ، ط ماك ميلان ، 2012.

[3] )الارقام المالية المغاربية لسنة 2002 مضمنة بالتقرير الاقتصادي العربي الموحد لسنة 2003.

Partager cet article
Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article
R
هل أنت مهتم بالقروض؟ تقدم RIKA ANDERSON LOAN COMPANY جميع أنواع المساعدات المالية لجميع الأفراد "القروض الشخصية وقروض الاستثمار والقروض العقارية وقروض الشركات في جميع أنحاء العالم ، ونسبة الفائدة لدينا هي 2 ٪. كما نقدم المشورة المالية لعملائنا. إذا كان لديك مشروع جيد أو ترغب في بدء عمل تجاري وتحتاج إلى قرض لتمويله على الفور ، يمكننا التحدث عنه ، والتوقيع على عقد ، ثم تمويل مشروعك أو عملك ، اتصل بنا اليوم من أجل:<br /> <br /> نوع العمل<br /> <br /> تجارة تجارية.<br /> التصنيع الأعمال<br /> الأعمال المختلطة.<br /> ملكية واحدة<br /> شراكة.<br /> شركة.<br /> شركه ذات مسئوليه محدوده.<br /> <br /> بصفتك شركة تجارية خاصة ، يمكنك تقديم طلب بالعملة التي تريدها.<br /> <br /> <br /> احتياجاتك المالية اتصل بنا عبر البريد الإلكتروني: RIKA ANDERSON LOAN COMPANY.<br /> <br /> البريد الإلكتروني: rikaandersonloancompany@gmail.com<br /> تويتر: rikadiananderso<br /> Instagram: rikaandersonloancompany<br /> Watsapp: +1 (914) 7057-484
Répondre