Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

هل يكفي اعتماد العلمانية نظاما في الحكم لتحقيق التنمية بالدول العربية؟

20 Mars 2024 , Rédigé par Recherches en Sociologie et sciences humaines.tn.kh.A Publié dans #politique

فرضت العلمانية في بلاد العرب والمسلمين فرضا، من قبل فئة سياسية منبهرة بالثقافة الغربية وأنماط الحكم في أوربا، واستمر الأمر على هذا النحو من خروج المستعمر لحد اليوم. وحتى إن وجدت معارضات لهذا التمشي، فإنها كانت ضعيفة وغير ذات فاعلية.. ولم تنجح هذه الأنظمة في تحقيق التنمية ولا غيرها من الرهانات والانتظارات، بل اعتمدت أكثر من ذلك سياسات اقتصادية كانت في جملتها في خدمة الغرب الاستعماري.. فكأننا أمام صفقات أبرمت بين المستعمرين  عند خروجهم، والحكام العرب الذين خلفوهم في إدارة هذه الدول العربية التي يبدو ظاهريا ومن خلال الاتفاقيات المعلنة والوثائق أنها حصلت على استقلالها. هذه الأوضاع التي كانت تتطور في وتيرة تصاعدية نحو مزيد من سوء الاوضاع وانسداد الآفاق هي التي أدت الى تفشي مظاهر الانحراف وتعاطي المخدرات والعنف والحرقة والانتحار، وهي التي أدت إلى أحداث الخبز وأحداث المناجم لتتوج بثورة 17 ديسمبر 2010.. وكان أمل التونسيين كبيرا في أن تحقق الدول التي عاشت ما سمي بثورات الربيع العربي نقلة نوعية في نمط ومستوى عيشها، وعلى مستوى التنمية الاقتصادية، لكن قوى الردة المحلية والعربية مدعومة بإرادة فرنسية لا تزال تتعامل مع تونس ومستعمراتها القديمة عموما كمجال لامتداد مصالحها الخارجية كان لها راي آخر، فتأججت الاحتجاجات (اكثر من 3000اضراب واعتصام، واضرابين عامين) وتتالت الاغتيالات والاعمال الارهابية، ولم تتوقف التحركات ذات الطابع المطلبي المادي، مما أرهق  الدولة وزاد في تأزيم الاوضاع.. وحتى ما سمي بانقلاب أو بمسار 25 جويلية، لم ينجح في إخراج البلاد من عنق الزجاجة، بل زاد في دفع البلاد الى حافة الافلاس.. وأعتقد أن الوضع العام للتونسيين سيستمر في التدحرج نحو الأسوأ ما لم يسشعروا في لحظة وعي حقيقية أهمية التعايش السلمي والتداول السلمي على السلطة واحترام الحريات والحقوق العامة والتعاون في خدمة الوطن...وأعتقد أن هذه المبادئ يمكن أن تكون محل اتفاق بين العلمانيين واليساريين واليمينيين وأنه بالامكان التقاء التيارات والمدارس الفكرية المختلفة على مشروع وطني لا يقصى عنه إلا من اختار اقصاء نفسه..أما تبادل التهم والتهم المضادة واعتماد منطق التشويه والاقصاء والتخوين، فإنه لن يزيد الأوضاع إلا تعفنا، وسيكون المستعمر هو المستفيد الوحيد..

الامضاء: د. خليفة عدالات باحث في علم الاجتماع. تونس

  

Partager cet article
Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article