ديوان :وأخيرا صار لنا أمل -38-...الأستاذ :خليفة عدالات
رسالة الى روح أمي
عظيمة أمي
وحبي لك أعظم
من أن يحتويه رسم
أو تترجمه لغة من اللغات
كل الألوان حين قصدتها انكدرت
و الحروف حين ناديتها اضطربت
وتجهمت الكلمات....
لكنها جاءت أخيرا لتقاسمني ألمي
و أنا أعيش أحلك اللحظات
حين قررت الرحيل ذاك المساء...لم تخبريني
وحين انحنيت على وجهك الجميل أقبله ... لم تجيبيني
فهلا نسيت من أنا يا أطيب الطيبات ؟
حين رحلت يا أجمل الأمهات
انطفأت لرحيلك آخر الشموع
واختفت من عالمي أجمل الابتسامات
جميلة أنت يا أعذب الأمهات
وابتساماتك الخجولة
مرسومة في عمق قلبي
كأجمل القصائد والأغنيات
ولمسات يديك حين كانت تمر على مواضع ألمي
كانت ترسم بالفؤاد أجمل الذكريات
هل تعلمين أني كنت أعشق ألمي
لأنه كان يقربني منك لأقصر المسافات
هل تعلمين؟ لا أزال أذكر آخر لقاء بيننا
يا لسذاجتي... لم أكن أعلم أنه آخر اللقاءات
كنت جالسة تحت شجيرة التوت
والتوقيت عند الظهيرة
كنت أحادثك واقفا وكأنني أسابق الدقائق العابرات
آه لو كنت أعلم أنك ذاهبة ذاك المساء
لتوسدت ركبتيك كعادتي
ولبقيت بين يديك لأطول الأوقات
آه لو كنت أعلم أن كلماتك يومئذ
ستكون لي آخر الكلمات
لحادثتك طويلا يا من هزني الشوق إليك
وملأت عيني منك يا أجمل الأمهات
معذرة أمي لم أكن أدري ذاك المساء
أنك قررت السفر لأبعد المسافات
لم أكن أدري أن غيابك سيطول
بما يفوق توقعي
ويجاوز كل الاحتمالات
آه يا شهر ماي!
يا موعد فقدي أبي وأمي
يا شهر الكروب والنكبات
لولا إيماني بقضاء ربي
لألغيت اسمك من حساباتي
ولأقصيت حروفك من معجم الحروف
ونفيت اسمك من عالم الكلمات
غادرت أمي وها إني أنتظر
أن تزوري من هده الشوق في بعض المنامات
سأنتظر طويلا فإن استحال قدومك اخبريني
فلعلني آتي إليك....لعلني آتي....
أوت 2011